*** رحمة الله ***
في القرآن العظيم آيات لو تدبرها الناس لكفتهم، ولفتحت عليهم بابا كبيرا الى الخير، وأغلقت عنهم أبواب الشر......
من تلك الآيات هذه الآية:
{ ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك له وما يمسك فلا مرسل له من بعده وهو العزيز الحكيم}..
..هذه الآية تتحدث عن رحمة الله، التي يرسلها تارة، ويمسكها أخرى، ولا أحد يقدر على ذلك غيره سبحانه وتعالى.
هذه الآية من تدبرها واستيقنها واستقرت في قلبه، تحول تحولا كاملا في:
... تصوراته... واتجاهاته... وموازينه..
- إنها تقطعه عن كل قوة، وتصله بقوة الله..
- تيئسه من كل رحمة، وتصله برحمة الله..
- توصد أمامه كل باب، وتفتح أمامه باب الله ..
- تغلق في وجهه كل طريق، وتشرع له طريقه الى الله.
ورحمة الله تتمثل في مظاهر لايحصيها العد، ويعجز الانسان عن مجرد ملاحقتها وتسجيلها، فمن مظاهرها:
- خلق الانسان، وتكوينه، وتكريمه، وتسخير الأرض له، وهدايته بالرسل والكتب..
- ومن قبل بفطره على معرفته ومحبته، قال تعالى :
{ وإن تعدوا نعمة الله لاتحصوها } ، وقال : { وما بكم من نعمة فمن الله } .
- ورحمة الله ليست قاصرة على ما وهب وأعطى، بل تمتد إلى حرم ومنع:
فما حرم شيئا إلا رحمة بخلقه، وما منع رزقا إلا لرحمته بعباده، حرم الربا، والزنا، والخمر، والقمار، رحمة بهم، حتى لاتفسد معيشتهم حياتهم، ومنع بعض عباده المال والصحة رحمة بهم كيلا يكفروا، ويطغوا، ويعيثوا في الأرض فسادا.
- رحمة الله يجدها من يفتحها الله له، في كل مكان، وفي كل شيء، وفي كل حال، يجدها في نفسه، وفيما حوله، ولوفقد كل شيء مما يعد الناس فقده حرمانا.... ورحمة الله يفقدها من يمسكها الله عنه، في كل شيء، وفي كل حال ومكان، ولو وجد كل شيء، مما يعد الناس وجده من الإنعام..